الدراسات والبحوث : الفروق الشكلية والموضوعية - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الاثنين، 13 أبريل 2020

الدراسات والبحوث : الفروق الشكلية والموضوعية


الدكتور طلال ناظم الزهيري
 ان مخرجات النشاط العلمي للباحثين غالبا ما يتم التعريف بها عند النشرعلى انها بحوث او دراسات،  لكن يبقى السؤال : هل هناك فارق بينهما ام هما مجرد تعبير مترادف لمفهوم واحد.؟ على الصعيد الشخصي وجدت ان هناك قسم من الباحثين عنده ادراك ذاتي للفرق بين المصطلحين لكنه لا يستطيع ان يكون دقيقا في توصيف اي منهما، والبعض الاخر يتناقل بين المصطلحين دون تميز حتى في اطار العمل البحثي الواحد، مرة يقول دراسة واخرى يقول بحث.

لكن الغالبية العظمى من الباحثين خاصة طلاب الدراسات العليا غير مكترث في التميز بينهما، و لا يجد مبرر للوقوف على الفروقات بينهما. ورغبة مني في ان اقدم تميز واضح بين المفهومين حاولت ان ابحث عن اراء لبعض الاختصاصيين الذين تطرقوا لهذا الامر سابقا. وفعلا وجدت ان معظم الكتابات حول هذا الموضوع تكاد تكون مقتبسه نصا او بتصرف من كتابات عالم الاجتماع المصري (حسن الساعاتي). الذي لخص الفرق بين المفهومين بالاتي : "أن كل عمل علمي يظهر فيه جهد الاستقصاء والتفتيش في جمع المادة التي يتطلبها - سواء بالاطلاع على العديد من المراجع، أو بالعمل الميداني أو بهما معًا، ثم تحليلها وتفسيرها - هو بحث بكل معاني الكلمة، أما أن يدرس المتخصص موضوعًا، ثم يكتب فيه كتابًا أو مقالاً، يحتوي على عناصره التي يشرحها ويوضحها بما يدل على سلامة فَهم الموضوع وجودة استيعابه إياه، فإن كتابه هذا أو مقالته هذه تُعد دراسة بكل معاني الكلمة، وليس بحثًا بأي حال من الأحوال".  ولا شك ان هذا رأي سديد من الناحية العلمية لكن اعتقد ان مسالة التميز بين الدراسات و البحوث لن تكون بالسهولة التي طرحها الساعاتي لان التميز يحتاج الى قراءة الاوراق والوقوف على تفاصيلها من ثم تطبيق معيار الساعاتي عليها. واليوم احاول ان اضيف الى ما تقدم بعض العناصر التي تمكننا من التميز بسهولة بين البحث والدراسة وفقا لاعتبارات شكلية وموضوعية وتنظيمية.
بداية عناوين البحوث يجب ان يظهر فيها بوضوح المتغير التابع والمستقل ولا يشترط ذلك في الدراسة على سبيل المثال للبحث ( الانفاق الحكومي وتاثيره على تطور البحث العلمي في العراق) وللدراسة (مراحل تطور البحث العلمي في العراق).
 البحوث غالبا ما تنطلق اما من وجود مشكلة او لتحقيق هدف. اما الدرسة غالبا ما تنطلق من وجود اهمية او مبررات.
البحوث غالبا ما تنتهي الى نتائج من خلال تحليل البيانات التي تم جمعها اما الدراسات غالبا ما تنتهي الى استنتاجات او من خلال المناقشة.
البحوث غالبا ما تقدم لنا توصيات ترتبط بشكل مباشر بالنتائج في الوقت الذي لا تظهر التوصيات في الدراسات ويظهر بدلا عنها مقترحات علما ان المقترح اقل الزاما من التوصية لانه ليس بالضرورة مرتبط بنتائج محددة.
البحوث يكون جانبها العملي اوسع من الجانب النظري بالتالي عدد مصادرها اقل من تلك التي تظهر في الدراسات.
البحوث تتطلب وجود منهجية كاملة يتحدد من خلالها المجتمع والعينة و ادوات جمع البيانات على عكس الدراسة لا تتطلب اكثر من مقدمة يوضع فيها الباحث اهمية واهداف الدراسة.
هذه هي اهم الفروقات بين مصطلح البحث الذي يطلق عليه باللغة الانكليزية Research ومصطلح الدراسة التي يطلق عليها Survey  . بالتالي وامام هذه الفروقات نحاول ان نحدد بعض الاخطاء الشائعة في البحث العلمي :
اول هذه الاخطاء استخدام مصطلح (الدراسات السابقة)  في رسائل الماجستير والدكتوراه وان كانت معظمها بحوث الصواب هو (البحوث والدراسات السابقة).
يعتقد البعض ان رسائل الماجستير و اطاريح الدكتوراه يجب ان تعامل على انها بحوث والحقيقة ان شروط ومواصفات الدراسة تنطبق على الكثير من الرسائل والاطاريح في بعض الدراسات الانسانية مثل التاريخ والفلسفة و اللغات.
يعتقد البعض ان الدراسات قد لا تخدم الباحث لاغراض الترقية العلمية على عكس البحوث علما ان هناك مؤشرات تدل على ان الاشارة المرجعية الى الدراسات اكثر من الاشارة الى البحوث فضلا عن ان هناك حقيقية تؤكد ان الاساتذة كلما تقدموا بالخبرة واللقب العلمي يفضلون نشر الدراسات على عكس المبتدئين من الباحثين الذين يفضلون انجاز البحوث والسبب هو ما اشرنا اليه انفا الى تفضيل البحوث على الدراسات لاغراض الترقيات العلمية.
هذه هي اهم اوجه الفروقات التي تعكس في غالبيتها استنتاجات شخصية قابل للنقاش وصولا الى اتفاق عام الفروقات بين المفهومين.




هناك 6 تعليقات:

  1. جزاك الله خير الجزاء دكتور هسة فهمت الفرق بشكل صحيح
    وحتى اختبر نفسي الان
    هذه المقالة الرائعة هية دراسة وليست بحث
    تحياتي لك استاذنة الغالي

    ردحذف
    الردود
    1. د. طلال الزهيري14 أبريل 2020 في 9:24 ص

      احسنت احمد بالمتابعة والاهتمام. هذه النوع يسمى مقال يناقش فكرة محددة ويدخل في مفهوم الاعلام العلمي. فهو ليس بحث وليس دراسة . تحياتي

      حذف
  2. سلام استاذ جزاك الله خير على هاته المعلومة وشكر لك على افادتنا بكل ماهو جديد فيمكن القول ان اطروحة الماجيستر والدكتورة هي بحث ودراسة في نفس الوقت اما البحث فيطلق عل الاعمال التي يقوم بيها الطالب خلال السنوات الدراسية والجامعية فهي تكون اقل شمولا

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. الدراسة تعتمد على فترة زمنيّة محددة يتم فيها إعداد الدراسة وفقاً لمنهج محدد.أما البحث يعتمد على خطةٍ يتم إعدادها مسبقاً، من خلال المشرف عن البحث، أو الشخص، أو مجموعة الأشخاص الذين سيعدّون البحث.

    ردحذف
  5. شكرا على هده المعلومات القيمة

    ردحذف