أدوات تحرير المستندات الرقمية وأهميتها في تحسين ظهورها بمحركات البحث - الدكتور طلال ناظم الزهيري

السبت، 14 ديسمبر 2019

أدوات تحرير المستندات الرقمية وأهميتها في تحسين ظهورها بمحركات البحث



د. طلال ناظم الزهيري
أستاذ نظم استرجاع المعلومات
سياسة الوصول المفتوح Open Access التي اسهمت في اعادة توزيع مخرجات البحوث العلمية والأكاديمية عبر الانترنت، لتكون في متناول جميع الباحثين بشكل مجاني  لكامل النص، وبعيدا عن القيود المالية والقانونية التي كانت مفروضة سابقا، باستثناء تلك التي لها علاقة مباشرة بمتطلبات الارتباط بالانترنت. هذه السياسية، كان لها الدور الاهم في تنامي المحتوى الرقمي العالمي في مختلف مجالات المعرفة ولغاتها، ومما لا شك فيه، ان الدوريات الأكاديمية كانت السباقة الى تحقيق الإتاحة الرقمية لمحتوياتها وفقا لبنود ومتطلبات سياسية الوصول المفتوح. الا ان المشكلة الحقيقية التي واجهتها تلك المؤسسات هي في الكيفية التي يمكن من خلالها لهذه المؤسسات التي تسترجع تكاليف النشر، او تتحمل اعبائها بالقدر الممكن.


إذ تجدر الإشارة الى ان غالبية المؤسسات العلمية والأكاديمية حتى قبل ظهور سياسية الوصول المفتوح، كانت غالبا ما توفر اتاحة رقمية لدورياتها التي تنشر ورقياً من خلال مواقعها الرسمية، او من خلال قواعد البيانات العالمية ولكن بقيود مالية محددة. بالتالي فأن تكاليف النشر يتم استيفائها من خلال رسوم الوصول مثل الاشتراكات وتراخيص الموقع أو رسوم الدفع لكل عرض، فضلا عن الاشتراكات بالاصول الورقية. الا ان هذا الأمر لم يستمر طويلا خاصة وان معظم مخرجات البحث العلمي اصبحت متاحة مجانا من خلال المواقع الشخصية للباحثين انفسهم او من خلال المواقع الرسمية لمؤسساتهم. الامر الذي دفع دور النشر العالمية الى محاولة اضعاف الاعتراف الاكاديمي بالدوريات المتاحة مجاناً من خلال التشكيك بمصادرها والهيئات المسؤولة عنها. فضلا عن محاولة التمسك بالاعراف العلمية الخاصة بألية النشر التي كانت متبعة لعقود طويلة من الزمن. مع هذا لم تنجح تلك الحجج في الحد من تنامي المحتوى الرقمي للبحوث والدراسات والمؤلفات وفي مختلف الاختصاصات. فما كان من دور النشر الى ان تشترك هي الاخرى في سياسية الوصول المفتوح، وتبدأ مرحلة جديدة لها قواعدها واصولها وادواتها التي قد تختلف كليا و ضمنيا عن ما كان سائد في العصر الورقي.

و لا شك ان الإتاحة الرقمية لمحتوى البحوث والدراسات العلمية، لم يعد هو الغاية والهدف النهائي بالنسبة للباحثين انفسهم، لان الهدف الأهم تحول الى، امكانية انتشار هذه البحوث على نطاق واسع من خلال ظهورها في محركات البحث، حتى يضمن الباحثون الحصول على معدل عالي من الاستشهادات المرجعية مما ينعكس ايجابا على درجتهم في المؤشرات العالمية التي تستخدم لقياس جودة النتاج العلمي مثل مؤشر H-INDEX وغيره من المؤشرات المعتمده عالمياً. لذا تهدف هذه الدراسة الى توظيف أدوات انشاء المستندات الرقمية واستثمارها في تحسين فرص البحوث والدراسات الاكاديمية بالظهور في محركات البحث. ولعل في مقدمة المبررات التي تنطلق منها الدراسة هي ان المنفعة الحقيقية من الإتاحة الرقمية للبحوث والدراسات من خلال المواقع والمستودعات الرقمية على الانترنت تتكامل مع متطلبات الوصول المفتوح لها وفقا للمتطلبات البحثية والاستعلامات التي يقدمها الباحثين من خلال محركات البحث العالمية.  

هناك 3 تعليقات:

  1. د. عبداللطيف هاشم خيري14 ديسمبر 2019 في 1:19 م

    جزاكم الله بالخير والعافية وحفظكم

    ردحذف
  2. الوصول الحر او النفاذ الحر يؤدي الى عدم وجود مقيدات في الوصول عبر الانترنت الى الانتاج الفكري العلمي على جميع مختلف اشكاله ,بما في ذالك المجلات واوراق والمؤتمرات والكتب ويشمل النفاذ الحر من ناحية النظرية الوصول الى البيانات

    ردحذف