ادوات جمع البيانات في دراسات المعلومات و سبل تحكيمها - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

ادوات جمع البيانات في دراسات المعلومات و سبل تحكيمها




الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ نظم استرجاع المعلومات

لا تخلو دراسة في مجال المعلومات والمكتبات من استخدام اداة او اكثر من ادوات جمع البيانات* سواء كانت الاستبانة او الملاحظة او المقابلة. ومن المتعارف عليه ان لكل منهج من مناهج البحث نوع معين من ادوات جمع البيانات الذي يعد الاكثر ملائمة و توافق معه. وبشكل عام نحاول في هذه المقالة ان نركز على الادوات الشائعة منها وهي :


-     الاستبانة. وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي يصوغها الباحث العلمي، وفقًا لطبيعة منهج البحث المقدم، والاسئلة البحثية فضلا عن ما يرغب فيه الباحث من معلومات، ويتم إرسالها للمبحوثين، سواء عن طريق البريد العادي، او التسليم المباشر أو من خلال خدمات الارسال عبر مواقع الإنترنت، وهو ما يطلق عليه اسم الاستبانة الإلكترونية، وبعد أن تتم الإجابة عليها من جانب عينة البحث يقوم الباحث بجمعها، ومن ثم يبدأ في تبويب البينات وتصنيفها، وتحليلها؛ للتعرف على ما تقدمه من نتائج. وتقسم الى نوعين المغلقة التي تلزم المجيب باجابات معدة مسبقا. والمفتوحة التي تسمح للمستجيب التعبير عن رايه بحرية اكبر ويمكن الجمع بين الخيارين في نموذج واحد يسمى المختلط.
-      المقابلة.  وتستخدم غالبا في دراسة السلوكيات الإنسانية؛ من خلال طرح الأسئلة، ويُمكن أن نطلق عليها استبيانًا لفظيًّا، وفي الوقت الحالي هناك العديد من الوسائل التكنولوجية التي تستخدم في القيام بذلك النوع من أدوات الدراسة، مثل برامج الحاسب الآلي المتمثلة في الإنستجرام اليوتيوب أو القنوات الفضائية. فضلا عن المقابلة المباشر.
-     الملاحظة. وهي تتمثل في مراقبة ظاهرة أو مشكلة البحث في مكان الحدث وبتوقيتات زمنية محددة عن طريق استخدام حواس الباحث، او الاجهزة الخاصة مثل الكامرات والمسجلات. ومن ثم تدوين مظاهر الانماط والتغيرات التي تحدث، وهي تتطلب تدريبًا وتركيزًا من نوع خاص قبل القيام بها، وتهدف إلى التعرف على البيانات والمعلومات الأساسية عن ظاهرة الدراسة، وتكوين التصورات المبدئية، ومن ثم البناء والتوسع بناءً على تلك المعلومات.

اولاً: تحكيم الاستبيان
من الاخطاء الشائعة في البحث العلمي ان يتم تصميم نموذج استبيان نهائي ويقدم الى الخبراء لاغراض التحكيم. لان المفروض ان آراء المحكمين هي التي توصل الباحث الى تصميم النموذج النهائي للاستبيان. بالتالي الهدف من التحكيم تحقيق الاتي :

-         الى اي مدى تغطي الاسئلة والاستفسارات المقدمة لموضوع البحث .
-         ما مدى دقة وموضوعية الاسئلة المطروحة. وفقا لكل محور من محاوره.
-         هل هناك تسلسل منطقي للاسئلة.
-         ما مدى دقة وسلامة الاسلوب اللغوي للاسئلة.
-         هل يمكن ان تحمل الاسئلة والاستفسارات تناقضا مفهوميا يسهم في تشتيت المستجيب.
-         الى اي مدى تنطبيق مواصفات ومعايير بناء نماذج الاستابنة على النموذج الذي يتم تحكيمه.
بالتالي لا بد ان يتعرف المحكم قبل اجراء عملية التحكيم على معلومات اساسية تقدم له مع النموذج واهمها:
-         عنوان الرسالة كاملا.
-         الاهداف الرئيسية للرسالة.
-         فرضياتها ان وجدت.
-         محاور الاستبانة والهدف من كل محور.

  •   ملاحظة : يجب في كل الاحوال ان يضع الطالب ملحق للاستبيان قبل التحكيم وبعد التحكيم بعد الانتهاء من رسالته حتى يتم التعرف على نوع وشكل التعديلات التي اجراها. و من المهم ان يختار المشرف خبراء متخصصين في موضوع الرسالة وان لا يتم الركون فقط الى اللقب العلمي.

  •   ملاحظة . يقدم موقع محرك البحث جوجل امكانية لانشاء نموذج تحكيم الالكتروني للاستبانات. كما يمكن انشاء استبانات الالكترونية يتم توزيعها وجمع بياناتها وتحليها آليا*

وبشكل عام نقترح ان يعتمد نموذج معياري متفق عليه لاغراض التحكيم وكالآتي:


ثانيا: تحكيم اسئلة المقابلة
رغم اهميتها في البحث العلمي يتجاهل معظم الباحثين من الطلبة اخضاع اسئلة المقابلة للتحكيم. وكانها شي عرضي يمكن لهم ان يجتهدوا فيها دون اي ضرر علمي. وهذا امر غير صحيح. المقابلة شأنها شأن الاستبانة بحاجة الى التحكيم خاصة وان الفرق بينها وبين الاستبانة يكمن في انها تستهدف شخص بعينه او مجموعة محددة منهم بصفات وعناوين قد تكون مشتركة، والاجابة عليها تتم بشكل مباشر غالبا. بالتالي يجب ان تٌحكم اسئلة المقابلة وان تعد بشكل مسبق. ولا ضير من تسجيل الملاحظات العرضية لحالات محددة. ببساطة المقابلة في البحث العلمي ليست لقاء متلفز يمكن ان يخرج فيه الطرفان عن النص. عموما تقسم اسئلة المقابلة الى نوعين ايضا. الاسئلة المغلقة و الاسئلة المفتوحة. وكلا النوعين بحاجة الى تحكيم. وحسب نموذج التحكيم الاتي:

 ثالثاً: ضبط الملاحظة
تقسم الملاحظة الى نوعين اعتمادا على الطريقة التي تتم بها عملية رصد الظاهرة وهي :
1.   الملاحظة بالرصد المباشرة: عندما تتم من خلال المشاهدة الفعلية التي يقوم بها الباحث نفسه.
2.   الملاحظة بالرصد غير المباشر: عندما يعتمد الباحث على اجهزة المراقبة والتسجيل الفيديوي والصوتية لمراقبة ظاهرة ما. او تكليف مجموعة من الاشخاص بمهمة المراقبة.
كذلك تقسم الملاحظة الى نوعين استنادا الى نوع الحدث المرصود وهما:
1.   ملاحظة الاحداث الروتينية: ويقصد بها مجريات العمل اليومي في بيئتها الحقيقية.
2.   ملاحظة الاحداث المصطنعة. والمقصود بها ان يفتعل الباحث حدث معين في بيئة العمل الحقيقية ليقوم برصد ردود الافعال.
والملاحظة بالرصد المباشر يمكن ان تتم بطريقتين هما:
1.   المشاهدة والرقابة عن بعد. مثلا التواجد في قسم الاعارة ومراقبة العمل .
2.   الرصد بالعمل الفعلي. ونقصد بها ان يقوم الباحث بتنفيذ العمل المبحوث بنفسه و يرصد المواقف حول موضوع الدراسة.
وضبط الملاحظة يتطلب بيان ما يأتي في الرسالة او الاطروحة :
1.   وصف الظاهرة المراد رصدها ومبررات الرصد .
2.   وضع جدول زمني محدد لتكرار عمليات الرصد.
3.   تسجيل دقيق للظروف البيئة الداخلية والخارجية اثناء رصد الظاهرة.
4.   تسجيل الملاحظات لكل عملية بشكل منفصل.
قياس نتائج عملية الرصد ومقارنتها مع التوقيتات والظروف البيئة لاستخلاص النتائج منها. 


رابعاً: تحكيم المقياس
بداية لا بد من التفريق بين الاستبانة والمقياس اذ نجد ان البعض يستخدمها وكانهما شي واحد. حتى وصل الامر الى تسمية المقياس استبيان والاستبيان مقياس. في تخصص المعلومات والمكتبات تذهب معظم الدراسات المسحية الى استخدام الاستبيانات كادوات لجمع البيانات. والسؤال هنا متى اذهب الى المقاييس. ولعل من ابسط الطرق لمعرفة متى تستخدم المقياس هو عندما ينتهي عنوان الرسالة او الاطروحة بعبارة (دراسة تقييمة او دراسة تقويمية). او عندما ترد كلمة قياس في اي موضع من العنوان.

طريقة بناء المقياس نوعين الاول :
1.   في حالة وجود معايير ومواصفات عالمية متفق عليها لحالة او ظاهرة ما. تصبح هذه المعايير هي محور المقياس. على سبيل المثال عند اجراء دراسة لتقييم موقع مكتبة جامعية معينة. يجب قبلها ان تجمع المواصفات والمعايير العالمية الخاصة بتصميم المواقع بشكل عام و مواقع المكتبات الجامعية بشكل خاص من مصادرها الاصلية او مصادر موثوقة. ثم تحولها الى استفسارات مغلقة غالبا.مثال :
ت
المواصفات
نعم
كلا
1
هل يمكن عرض صفحات الموقع بشكل سليم من خلال اجهزة الهواتف الذكية.



النتيجة النهائية هي قياس مدى التطابق بين الموقع المراد تقييمه و المواصفات العلمية. بالتالي فأن المقياس المعتمد على المعايير والمواصفات العالمية لا يحتاج الى تحكيم.
2.   النوع الثاني من المقاييس يعتمد على قيام الباحث بتجميع مواصفات مختلفة من موارد معرفية متفرقة. ثم ينظمها في جدول ليستفتي بها مجموعة من المحكمين في مجال تخصص الموضوع ليحصل على قرار نهائي بالاجماع او الاكثرية عن اهمية او عدم اهمية مواصفة معينة. مثلا دراسة لتقييم موقع الالكتروني لمكتبة. ونفترض ان ليس هناك معايير ومواصفات قياسية لهذا الامر. عندها يعمل الباحث بتجميع مواصفات من مختلف المصادر و يعرضها على المحكمين و كالاتي :
ت
المواصفة
نعم
كلا

هل من الضروري توفر خاصية البحث داخل الموقع.


 اذا كان جواب اكثرية المحكمين نعم عندها يعتمدها الباحث كمواصفة مهمة يجب توفرها في الموقع وعرضها من خلال المقياس السابق.


* . من الاخطاء الشائعة ان يتم تحكيم الاستابة فقط وتجاهل تحكيم المقابلة والملاحظة.
* . لمزيد من المعلومات : https://www.youtube.com/watch?v=QlXgKgFsA3k/

هناك تعليق واحد: