معامل تاثير المجلات العلمية : مناورة التسقيط العلمي للمجلات المحلية - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الخميس، 3 نوفمبر 2016

معامل تاثير المجلات العلمية : مناورة التسقيط العلمي للمجلات المحلية



الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية
شاع في الاوساط الاكاديمية العراقية مؤخر الجدل حول مفهوم معامل تاثير المجلات العلمية [Journals Impact Factor] . واجتهد البعض في التنظير لهذا المفهوم، وبالغ البعض الاخر في ربط معامل التاثير في الرصانة العلمية للمجلات العالمية والعربية والمحلية، ولعل اخطر ما في الموضوع هو اجتهاد بعض اصحاب القرار في وضع شروط النشر في مجلة لديها معامل تاثير لقبول معاملات الترقية الى المرتبات العلمية المتقدمة.
وحتى نضع من يجهل موضوع معامل التاثير في صورة الخدعة العلمية التي تمارسها بعض المؤسسات العلمية للتاثير على الباحثين للنشر في مجلات دون سواها، تم ابتكار مقياس يهدف الى التعرف على معامل التاثير للمجلات وفقا لمقاييس محددة تبين قوة التاثير لهذه المجلة عن تلك.
وهنا نحاول ان نثير مجموعة من الاسئلة لنكشف معها حقيقية الخدعة العلمية التي اوقعنا انفسنا فيها.
بداية معامل التاثير هو عبارة عن مقياس يهدف الى معرفة قوة تاثير المجلات العلمية في مجال موضوعي معين من خلال قياس الاشارات المرجعية التي تشير اليها. اما كيف يتم حساب معامل تاثير مجلة ما. ؟ الجواب في المثال الاتي .
معظم المواقع المسؤولة عن نشر تقارير حول معامل تاثير المجلات العالمية تكاد تجمع على المعادلات الاتية كوسيلة لاحتساب معامل التاثير :

  •        معادلة حساب معامل التاثير لمدة سنتين.

A= total cites in 2016
B= 2016 cites to articles published in 2015-2014(this is a subset of A)
C= number of articles published in 2015-2014
D= B/C = 2016 impact factor

  •         معادلة حساب معامل التاثير على مدى خمس سنوات

A= citations in 2016 to articles published in 2015-2011
B= articles published in 2015-2011
C= A/B = five-year impact factor

  •       معادلة حساب معامل التاثير بعد استبعاد الاشارة الذاتية :

A= citations in 1992 to articles published in 1990-91
B= 1992 self-citations to articles published in 1990-91
C= A - B = total citations minus self-citations to recent articles
D= number of articles published 1990-91
E= revised impact factor (C/D)

  •   معادلة حساب معامل التاثير في حال تغير عنوان المجلة :

·                    A=1992 citations to articles published in 1990-91 (a1 + a2)
·                            A1=those for new title
·                            A2=those for superseded title
·                    B=number of articles published in 1990-91 (B1 + B2)
·                             B1=those for new title
·                             B2=those for superseded title
·                    C=unified impact factor (A/B)
·                             C1=A1/B1 = JCR® factor for the new title
·                             C2=A2/B2 = JCR factor for the superseded title
نريد احتساب معامل تاثير (المجلة العراقية لتكنولوجيا المعلومات) الصادرة عام 2016. علما انها تصدر فصلياً. (4) اعداد في السنة. 

       الان لنطبق المعادلة على المجلة العراقية لتكنولوجيا المعلومات. حسب معادلة السنتين:


  • A.   المجموع الكلي للاشارات المرجعية في الاعداد التي صدرت عام 2016= 160 اشارة
  • B.   مجموع الاشارات المرجعية الى بحوث المنشورة في عامي 2014-2015= 60 اشارة.
  • C.   مجموع البحوث التي صدرت في عامي 2014-2015= 80 بحث
  • D.   C/B اي 60÷80 = 0.75 معامل تاثير المجلة. كلما زاد عن الصفر يعد معامل تاثير ايجابي.

في ضوء المعادلات السابقة نحاول ان نناقش بعض الاحتمالات :
  •  ماذا عن المجلات الاخرى التي قد تكون فيها بحوث تتضمن اشارات مرجعية الى بحوث في المجلة العراقية لتكنولوجيا المعلومات.مثلا ؟. هل من المعقول استبعاد هذه الاشارات من ضمن معامل التاثير.
  •  ماذا لو كانت كل او معظم الاشارات المرجعية بالاصل تشير الى بحث محدد في المجلة دون سواه. هل هذا معامل تاثير للمجلة ام للباحث.؟
  •  كيف يمكن منع تلاعب هيئة التحرير في اضافة اشارات الى البحوث بعلم او دون علم الباحث.؟
  •  كيف يمكن منع انحياز الباحث للمجلة التي يقدم لها البحث من خلال الاشارة الى المجلة لضمان النشر.؟
  •  كيف يمكن ان نخضع كل المجلات باختلاف التخصص الموضوعي (العلمي والانساني) لنفس المعيار.؟
  •  من هي الجهة المسؤولة عن احتساب معامل التاثير [Thomson Reuters] وما ضمان حياديتها.؟
  •  كيف يمكن المقارنة بين مجلة رقمية واخرى ورقية على اساس معامل التاثير في ظل ظروف ضعف الاعتراف الاكاديمي بالدوريات الرقمية.؟
  •  كيف يمكن ان نوحد بين المجلات باختلاف فترات الصدور في معيار واحد. علما ان العلاقة بين طول فترات الصدور وعدد البحوث غالبا ما تكون علاقة عكسية . اي ان المجلة التي تصدر سنويا فيها ابحاث اقل من تلك التي تصدر نص سنوية وهكذا.؟
  •  الا يمكن ان يكون معامل التاثير طريقة لهيمنة مؤسسات النشر الكبيرة على الصغيرة.؟
  •  كيف يمكن تجاهل قانون منتصف العمر في احتساب معامل التاثير خاصة وان بعض العلوم تقدم معلوماتها بشكل اسرع من الاخرى.؟
  •  كيف يمكن ان نضمن عدم تحيز الباحثين في الاشارات المرجعية لاعتبارات الجنس والعرق والدين والجغرافية...الخ.؟
  •  كيف يمكن للمجلاتنا التي تنشر باللغة العربية ان تحصل على معامل تاثير مقارنة بنظيراتها التي تصدر باللغة الانكليزية.؟
  •  كيف يمكن ان نقارن بين مجلة توزع 100 نسخة واخرى 5000 نسخة.؟
  •  ماهو الموقع الاكثر موثوقية في قياس معامل التاثير في ظل وجود عدد منها:
·        Natural Sciences Publishing (NSP) للمجلات العربية

بعد هذه الاحتمالات قد يقول قائل، كيف يمكن أذن تقييم مجلاتنا. الجواب ببساطة اننا لسنا بحاجة الى التقييم الآن. نحن بحاجة الى الترصين. وحتى يتم هذا يجب ان نطبق معايير موحدة تكون ملزمة للجهات المصدرة حتى تقبل اكاديميا. بدأ من هيئة التحرير الى اللجان العلمية ومستوى الخبراء وألية التحكيم. وفترات الصدور وشروط النشر وكل ما يلزم لتكون مجلاتنا على مستوى علمي عالي. لكن للاسف ما يجري الان هو محاولة مقصودة او غير مقصودة من قبل البعض لتسقيط المجلات العلمية العراقية. اذ تم خفض مستوى تقيمها في الترقيات العلمية و درجة التقييم لطلاب الماجستير والدكتوراه. المطلوب من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي استشعرت ضعف جودة المجلات العلمية العراقية ان تضع استراتيجية وطنية من شانها الارتقاء بهذه المجلات الى مصاف المجلات العالمية المناظرة بدلا من التعايش مع ضعفها. لنعترف ان هذه الاجراءات التي تعمل على توجيه انظار الباحثين الى المجلات العالمية وتبعدهم من النشر في المجلات المحلية سوف تصب في مصلحة المجلات العالمية والعربية. ولا ينال المجلات العراقية منها الا المزيد من الاهمال والتردي. ابتعدوا عن معامل التاثير لانه لا يغني من جوع، وتوجهوا الى اجراء تقييم شامل للمجلات العلمية العراقية بهدف الارتقاء بها. بعيدا عن المزايدات العلمية وعقدة الخواجة المتاصلة فينا.!

هناك تعليقان (2):

  1. ا.د. نضال العبادي3 نوفمبر 2016 في 11:32 م

    السلام عليكم ا.د. طلال
    بداية لابد ان اشكر جنابكم الكريم على هذا المقال الجميل الذي لايخلو من فائدة.. فكثير من اخواننا ليس لديهم فكرة عن ماهية معامل التاثير وكيف يتم حسابه.
    وقد اشرتم في مقالكم الى الكثير من الافكار الخاصة باهمية معامل التاثير فضلا عن السلبيات التي ربما تحسب عليه.ز واتفق معكم في بعض الجوانب واختلف ربما في جوانب اخرى.
    ولك الحق وكل الحق ان تدافع عن المجلات العراقية وما يصيبها من اهمال بسبب بعض التوصيات التي تركز على معامل التاثير .. ولابد من الاشارة بان كثير من المجلات تستخدم معاملات تاثير تحسب بطرق غير التي ذكرتها جنابكم هنا وهذه لا يعتد بها في وزارة التعليم ولكنها هي جاذبة لبعض الباحثين الذين يجهلون ماذا تعني تلك المعاملات. للاسف الشديد فان غالبية المجلات العراقية لاتلتزم بضوابط النشر التي تجعلها متميزة ومفيدة, بل ان البحوث التي تنشر غالبا هي بحوث لاتملك ادنى قواعد البحث العلمي.
    نعم اشرت جنابكم الى بعض النقاط المهمة في كيفية احتساب معامل التاثير العالمي وانا على علم بان بعض المجلات تشترط على من ينشر عندهم بان يشير الى بحوث منشورة في تلك المجلة, واتفق معك بان التلاعب وارد ولا يمكن منعه. ان غالبية التساؤولات منطقية لكن لابد من وجود مقياس يخضع له الجميع لانه يعتبر مقياس جودة متفق عليه حتى وان كان فيه خلل.
    لقد اقترحت ان تبتعد الوزارة عن التقييم وتلتفت الى الترصين, وانا اتفق مع حضرتك بشكل كامل بخصوص الترصين ولكن السؤال هو كيف نلتفت للترصين, انت اجبت وقلت بوضع شروط يجب على المجلات الالتزام بها وبهذا فاننا عدنا الى التقييم..
    استاذي العزيز هناك ضوابط عالمية لنطبقها ونرصن مجلاتنا العلمية ونقيم مدى التزام المجلة بهذه الضوابط.
    انا ارى ان تعمل الوزارة على تشجيع المجلات العراقية لان تحصل على معامل تاثير (على المجلات ان تفهرس ضمن قواعد البيانات العالمية وان تحصل على معامل التاثير), على الوزارة ان توفر الارضية المناسبة لتطوير المجلات العراقية.. وعلى المجلات العالمية ان تجعل لنفسها ضوابط جودة تسعى لتوفيرها.. للسف ان النشر بمجلة عراقية من وجهة نظري يعتبر ضياع للجهد البحثي لانه لايرى الا من مجموعه صغيرة من الباحثين في العراق وهذا ينطبق على غالبية المجلات العراقية.
    ملاحظة اخيرة لمجلة تكنولوجيا المعلومات فجنابكم حسبت معامل التاثير لها وحقيقة ان هذا المعامل لايحسب بهذه الطريقة حيث يجب اولا ان تكون المجلة قد نفذت ضوابط المجلات الرصينة والتي تشمل الكثير من النقاط المهمة (مثل فحص الاستلال, التقييم العلمي من قبل مقومين مشهود بعلميتهم, ضوابط كتابة البحوث, النشر الالكتروني, الفهرسة في قواعد البيانات المهمة وغيرها الكثير)وبعد ذلك يتم حساب معامل التاثير.. وهناك محركات بحث خاصة لحساب معامل التاثير .. انصح بان يتم فهرسة مجلة تكنولوجيا المعلومات ضمن scopus او
    Thomson routers ... لكم مني خالص الود

    ا.د. نضال العبادي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لملاحظاتك القيمة اخي العزيز . نعم اتفق معك بعدم وجود معيار اخر متفق عليه عالميا . ولا ضير من الافادة مما موجود . حساب معامل تاثير المجلة كان على سبيل المثال ليس الا . اعلم ان هناك شروط اولية على المجلة تطبيقها قبل ان تدخل في اي موقع رصين لحساب معامل التاثير. موضوع تطبيق المعايير العالميةكشرط لقبول المجلة مهم جدا. اتفق معك فيه. شكرا لملاحظاتك القيمة

      حذف