تكنولوجيا ( الاي بيكون) I Beacons هل يمكن الافادة منها في المكتبات.؟

الدكتور طلال ناظم الزهيري

استاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية

تكنولوجيا الآي بيكون استعارة اسمها من المنارات البحرية (الفنار).

Beacon- فنار

وهي منارة مشيدة فوق الحيد الصخرى، ترسل اشارات ضوئية تحذيرية للسفن لمنع تصادمها وتحطمها على تلك الصخور، ويمكن ان تكون نقطة دالة ومرشد لهذه السفن في عباب البحار الواسعة. واطلاق اسم المنارة Beacon على هذه التكنولوجيا لم ياتي مصادفة وانما عن دراية بتشابه الادوار والوظيفية. لان الاشارة الضويئة التي تصدر عن الفنار تقول للسفن انا هنا.


بمعنى ان المعلومة سوف تنطلق من الفنار لتستقبلها عشرات السفن، بالتالي فان تكنولوجيا الآي بيكون والتي قد لا ننظر اليها على انها اختراع جديد وانما هي افادة من توظيف لتكنولوجيا، [Bluetooth  Low Energy]

باستخدام اجهزة صغيرة الحجم نسبيا، تعمل على ارسال اشارات على شكل رسائل نصية او صوتية لتستقبلها الاجهزة الذكية هواتف محمولة او حواسيب محمولة عندما تكون ضمن مدى الارسال، ولانها تعتمد على تكنولوجيا الارسال [Bluetooth]  بالتالي لا حاجة لوجود اتصال شبكي او هوائيات او راوترات لاتمام العملية، اذ يكفي ان يكون حامل الجهاز قد فعل خاصية [Bluetooth]. وبما ان كل اجهزة الهاتف المحمول والحواسيب توفر امكانية الارسال والاستقبال من خلال [Bluetooth] بالتالي كل هذه الاجهزة سوف تكون مهيئة لاستقبال الرسائل الصادرة عن جهاز البيكون. لمزيد من التوضيح. افترض انك تسير في سيارتك وتصبح قريب من مطعم للوجبات السريعة فيه جهاز بث [Beacon]، غالبا سوف تستقبل منه رسالة يدعوك فيها لتناول وجبة سريعة، طبعا نص الرسالة يكون معد من قبل ادارة المطعم فضلا عن ارشادك الى مكان وجود المطعم بالتحديد، وذلك من خلال الافادة من تكنولوجيا GPS. لكن السؤال هل جميع الهواتف سوف تستقبل هذه الاشارة، الجواب بالتاكيد لا. فقط تلك الاجهزة التي تم تحميل وتفعيل احدى التطبيقات الداعمة لتكنولوجيا البيكون، سوف تكون معده للاستقبال.

  لا شك ان تكنولوجيا البيكون هي ذات اهداف تسويقية وتجارية بحته ولعل المراكز التسويقية الن تعمل على توظيف هذه التكنولوجيا بشكل كبير جدا لجذب اهتمام المتسوقين والتنافس بين المحلات لجذب الزبون والفوز به. وتجدر الاشارة الى وجود رسائل مختلفة ترسل للمستفيد حسب موقعه خارج او داخل المحل اذ قد يوزع صاحب المحلل اجهزة بيكون متعددة حسب نوع البضاعة المعروضة لتحمل رسائل عن السعر والخصم وميزات اخرى.

لذلك قد تكون ضحية لعدد كبير من الرسائل المزعجة واعلانات فورية تستقبلها على هاتفك المحمول بمجرد دخولك الى اي مركز للتسوق. عندها كل ما عليك هو اطفاء خاصية البلوتوث للتوقف عن الاستقبال. بالمقابل قد تكون بامس الحاجة لهذه التكنولوجيا في اماكن اخرى مثل المطارات والموانئ والجامعات، افترض انك كنت طالبا جامعية مقبول حديثا في جامعة كبيرة، بالتاكيد ستكون جاهلا بمواقع الكثير من الاماكن وطبيعية الاجراءات المطلوبة، وعليه يمكن ان تكون الجامعة قد وظفت تلك التكنولوجيا في مبانيها لتكون أدلة ارشادية وتوجيهية تغنيك عن تكرار السؤال للاشخاص عن هذا الموقع او ذاك. وفقا لهذه الوظيفية فأن هذه التكنولوجيا سوف تكون حاضرة في المستشفيات والمتاحب والمطارات والجامعات والاندية الرياضية والمطاعم...الخ.

ماذا عن المكتبات..؟ بالتاكيد المكتبات شأنها شأن المؤسسات الكبيرة يمكن توظيف تكنولوجيا البيكون فيها، لتحقيق منافع عده. منها ارشادية وتسويقية، فضلا عن ربط بعض الخدمات المقدمة في المكتبات باجهزة البيكون، على سبيل المثال ممكن ان تدخل المكتبة لتحصل عن معلومات حول احدث ما وصل الى المكتبة من مصادر حديثة، او نوع الانشطة والخدمات التي تقدم الان، او مكان الفهرس الآلي، او اشعارات الاعارة بخصوص ما بذمتك من مصادر. وصولا الى الكتاب الموجود على الرف. واشياء اخرى كثيرة يمكن ان تسهم في تحسين خدمات المكتبات وتحقيق رضا المستفيدين منها.