الأهداف في الرسائل الجامعية: غاياتها و اجراءات تحقيقها - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الأربعاء، 30 مارس 2022

الأهداف في الرسائل الجامعية: غاياتها و اجراءات تحقيقها


 

الدكتور

طلال ناظم الزهيري

استاذ نظم استرجاع المعلومات

قسم المعلومات و تقنيات المعرفة/ الجامعة المستنصرية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرسائل الجامعة على اختلاف مستوياتها يمكن ان تنطلق إما من هدف أو مشكلة مع الاقرار ان كلاهما يمكن ان يتلاقيا في المحصلة النهائية عندما يكون تحقيق الهدف يؤدي الى أن يقدم حلاً للمشكلة. بمعنى ان الرسالة تنتهي بتحقيق الهدف المعلن لها أو بايجاد حل للمشكلة التي تدرسها. وهنا نحاول ان نركز على النوع الأول من الرسائل والاطاريح التي يكون منطلقها هدف معين. بداية هذا الصنف من الرسائل غالبا ما يكون هدفها معلن وصريح في عنوان الرسالة أو الاطروحة. على سبيل المثال ((بناء قائمة الكترونية بخرائط الكلمات المفتاحية في التخصصات الدقيقة في علم المعلومات لمتطلبات البيئة الرقمية)). أو " تصميم وبناء مستودع رقمي بالرسائل الجامعية.."

 

لا حظ ان هكذا نوع من العناوين يعبر بشكل صريح و واضح عن هدف الرسالة. بالتالي مفهوم المتغير المستقل والتابع خفي أو غير موجود اصلا، مع هذا لا يؤثر في المنهجية العامة للرسالة. يبقى السؤال " اذا كان هدف الرسالة ظاهر في عنوانها هل يتطلب الأمر تكراره في الأهداف.؟" الجواب نعم لطالما كانت الأهداف جزءً من المنهجية. وهنا أود ان أقول وبعد خبرة طويلة في تحكيم الرسائل الجامعية، وجدت ان هناك جهل أو تجاهل للمنطلق العلمي في صياغة اهداف الرسائل والاطاريح. حتى ان الطالب يذهب أحيانا الى إدراج خمس أهداف أو أكثر ، ويعتقد انه كلما أكثر منها سيكون ذلك في صالح الرسالة و يعطيها قوة أكبر. لا بالتاكيد! ، لان قوة الرسالة هو في تحقيق هدفها بايسر السبل المتاحة. وفي ذات السياق نجد ان قسم من الباحثين يستخدم مفهوم الهدف الرئيس و الأهداف الفرعية أو الهدف الرئيس و الاهداف المرحلية، وعبارات اخرى تنتهي الى النتيجة نفسها. وعليه اجد من الصواب ان يحدد الطالب لنفسه هدفاً واحداً ثم يحدد لنفسه سلسلة الإجراءات التي يعتقد انها سوف توصله الى هذا الهدف. وهذه الإجراءات أو السبل هي ما يطلق عليه البعض خطأً الاهدف أو الاهداف الفرعية و المرحلية. لناخذ المثال الاتي للعنوان الذي قدمناه:

عنوان الرسالة: ((بناء قائمة الكترونية بخرائط الكلمات المفتاحية في التخصصات الدقيقة في علم المعلومات لمتطلبات البيئة الرقمية)).

 

الهدف:

بناء قائمة الكترونية بخرائط الكلمات المفتاحية في التخصصات الدقيقة لعلم المعلومات وارتباطاته الموضوعية باللغتين العربية والإنكليزية متاحة من خلال الانترنت تمكن الباحثين من اختيار الكلمات المفتاحية التي تعبر عن الجوانب الموضوعية لبحوثهم ودراساتهم بدقة.

ولتحقيق هذا الهدف سوف يتم تنفيذ الإجراءات الآتية:

1.     اجراء مسح شامل في الموارد الرقمية والورقية لتجميع المصطلحات والكلمات المفتاحية الأكثر رواجا لموضوعات علم المعلومات والموضوعات المرتبطة وتحديد الجذور الرئيسة له.

2.     اعداد قائمة اولية بالكلمات المفتاحية الرئيسية المجمعة وفق التقسيمات الموضوعية (المعلومات؛ البيانات؛ المعرفة؛ المكتبات).

3.     اعداد قائمة مراجعة الكترونية بالمصطلحات وعرضها على مجموعة من المتخصصين في مجال المعلومات والمكتبات محليا وعربيا.

4.     تصويب المصطلحات وتضمين المقترحات لغرض اعداد القائمة الرئيسة النهائية.

5.     تعقب خرائط الكلمات المفتاحية لكل مصطلح من مصطلحات القائمة الرئيسية من خلال مرشحات محرك البحث [Google] وفقا لعبارات البحث الرائجة.

6.     بناء نظام استرجاع يحقق الربط الالي بين كل مصطلح من مصطلحات القائمة الرئيسية بخريطة الكلمات المفتاحية الخاصة به.

7.     إختبار النظام وتنفيذ التغذية الراجعة وفقا لملاحظات مجموعة من الخبراء في مجال تخصص المعلومات والمكتبات.

اذن النقاط من 1 الى 7 هي عبارة عن سلسلة منطقية من الإجراءات التي نعتقد انها سوف توصلنا الى الهدف بالنهاية، بالتالي لا يمكن الفصل بين اهداف الدراسة واجراءاتها في المنهجية. لكن قد لا تجد هذا الشي مطبق في معظم الرسائل والاطاريح التي تفضل ان تسمي هذه النقاط اهداف ايضا. بالتالي يكون للرسالة 8 اهداف. فضلا عن ان تلك الرسائل قد تفرد موضع آخر لاجراءات الدراسة وغالبا دون الاشارة الى الربط بينها وبين الأهداف. وهذا امر غير منطقي لان التميز بين الغاية (الهدف) و الوسيلة (الإجراء) تعتمد على مبدأ بسيط وهو ان الهدف هو ما تنتهي عنده جميع الإجراءات في حالة تحقيقه. اما الإجراء فهو عمل منقطع يمثل حلقة من مجموعة حلقات متسلسلة غايتها المساعدة على تحقيق الهدف. 

 

هذا المنطق قد يكون مناسباً للحياة الواقعية ايضاً بفارق ان الانسان غالبا ما يعدل من اهدافه وفقا لمستجدات الحياة. على سبيل المثال قد يكون هدفك. انهاء دراستك الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس في تخصص معين، عندها كل ما ستقوم به لتحقيق هذا الهدف هو اجراءات. لكن اذا ما كان هدفك الحصول على وظيفية مناسبة في مجال معين، في هذه الحالة يصبح الحصول على شهادة البكالوريوس وسيلة و ليس هدفاً. اما اذا كنت تبحث عن الاسقرار المادي و الاجتماعي فسوف تتحول الوظيفية الى وسيلة وليست غاية وهكذا.

 

 

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتورنا الفاضل شكرا جزيلا لهذه الالتفاته والتي تسمل الركيزة الاساسية في البحث العلمي والتي ومن وجهة نظري المتواصعة ان تسبق صياغة المشكلة وهذا ما يتناساه اغلب الطلبة اذ يتوجب عليهم ومنذ ان تتولد لديهم الفكرة حول الكتابة في موضوع يستحق ان يرقى لاحد مستويات البحث العلمي ما الهدف منه وهنا يبدا يضع ختى لو هدف واخد من خلاله يتم صياغة المشملة بشكل صحيح كون يجب ان تتضمن المشكلة الهدف من البحث والان اذا تريد احراج الطلبة في المناقشة نبدا بالاهداف ونبحث اين تم تحقيقها وكيف حققت ..... شكرا على هذا الوصف والتحليل دكتورنا الفاضل
    تقبل محبتي واحترامي

    ردحذف
  2. أحسنت دكتور ملاحظة جدا مهمة نحن بحاجة الى التركيز على تحقيق الأهداف اكثر من إثبات الفرضيات التي سيكون لي عنها مقال قريبا

    ردحذف
  3. السلام عليكم رمضان كريم دكتور.بإيجاد حلول لمشكلة الدراسة يعني الوصول للأهداف المرجوة من البحث

    ردحذف
  4. احسنت دكتور على هذا الشرح الوافي والواضح
    جزاكم الله خير الجزاء

    ردحذف
  5. السلام عليكم د. طلال أحسنت في توضيح الركيزة الأساسية لأي بحث هو تحديد المشكلة ومنها تنطلق إلى خطة العمل

    ردحذف