1. المعرفة تنمو وتتطور مع مرور الوقت بفضل الذكاء الاصطناعي
الذي يعالج البيانات ويولد الحلول بناءً على السياقات المتغيرة.
2. الذكاء الاصطناعي والإنسان يعملان معًا في إنتاج المعرفة،
حيث يعزز الذكاء الاصطناعي التفكير البشري ويقدم حلول مبتكرة.
3. النموذج يشجع الابتكار المستمر من خلال التفاعل بين
البشر والذكاء الاصطناعي لإيجاد أفكار وتجارب جديدة.
4. المعرفة يجب أن تكون مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات
البيئية والاجتماعية، مع وضع إطار أخلاقي وتنظيمي لاستخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول.
وفقا لهذه الاسس، يتبين أن مستقبل
المعرفة لن يعتمد على الإنسان أو الذكاء الاصطناعي بشكل منفصل، بل سيعتمد على نظام
هجين يجمع بين قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات بسرعة ودقة، وقدرة الإنسان
على التفسير النقدي وإعطاء هذه المعرفة السياق المناسب. بهذا الشكل، يتحول الذكاء الاصطناعي
من تهديد محتمل إلى شريك استراتيجي في تطوير وتعزيز المعرفة البشرية. لذلك، يمثل نموذج
المعرفة التكوينية تصورًا عمليًا يمكن تطبيقه في العديد من المجالات الحيوية في المجتمع،
وليس مجرد رؤية فلسفية للمعرفة المستقبلية. اما ابرز التحديات التي تواجهننا في
تطبيق هذا النموذج فهي الخوف من ان تؤدي الإمكانيات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي
التوليدي في معالجة كميات ضخمة من البيانات وتحليلها، إلى توحيد قسري للمعرفة، بحيث
تصبح المخرجات المعرفية متشابهة على المستوى العالمي وذلك نتيجة للاعتماد على نفس المصادر
والأنماط. وهذا الأمر قد يثير تساؤلات هامة حول مستقبل التنوع الثقافي للامم
والشعوب، حيث قد يتم تهميش أو حتى إلغاء الهوية الثقافية لبعض المجتمعات لصالح أنماط
وهويات معرفية أكثر انتشارًا. او توسع القاعدة المعرفية لبعض اللغات على حساب لغات
اخرى. على سبيل المثال نجد ان معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية نتائجها
باللغة الانكليزية افضل واكثر شمولا مقارنة باللغات الاخرى ومن بينها اللغة
العربية . بالتالي ومن اجل الحفاظ على الهوية الثقافية للدول العربية في ظل نموذج المعرفة
التكوينية نقترح الآتي :
1. تطوير محتوى معرفي رقمي يعكس الثقافة العربية وتاريخها
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يشمل كتب وأبحاث وفيديوهات وغيرها، للمساهمة في
نشر الثقافة العربية عالميًا.
2. دعم تطوير نظم الذكاء الاصطناعي التي تدعم اللغة العربية
لتحسين فهمها واستخدامها في البيئة الرقمية، مع الحفاظ على اللغة العربية في المؤسسات
العربية.
3. تشجيع الأبحاث التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف
وتحليل الثقافة العربية وتوثيق تاريخها بشكل عميق.
4. وضع معايير لضمان أن الخوارزميات لا تؤدي إلى تهميش
الهوية الثقافية المحلية لصالح ثقافات أخرى.
5. إشراك المجتمعات المحلية في إنتاج المعرفة باستخدام
الذكاء الاصطناعي، من خلال ورش عمل ومؤتمرات تعزز الحفاظ على التراث الثقافي.
6. التعاون بين الدول العربية لبناء منصات ومراكز بحثية
تركز على إنتاج المعرفة المتوافقة مع الثقافة العربية، مع التوازن بين التراث والتطورات
المعرفية الحديثة.
من خلال تنفيذ هذه الإجراءات، يمكن
للعالم العربي الحفاظ على هويته الثقافية واللغوية الفريدة مع الاستفادة من التطورات
المعرفية التي يقودها الذكاء الاصطناعي. التحدي الأساسي يكمن في ضمان أن يكون الذكاء
الاصطناعي عاملًا معززًا للتنوع بدلاً من أن يكون قوة تؤدي إلى توحيد المعرفة بشكل
قسري. لذلك، يوفر نموذج المعرفة التكوينية فرصة لاستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي
مع الحفاظ على ثراء التراث الثقافي الإنساني.
* . Geno هذا الجزء مشتق
من الكلمة اليونانية
(genesis) والتي تعني "الخلق" أو "الولادة" أو
"النشوء". وعادةً ما يُستخدم هذا المقطع للإشارة إلى أصل أو بداية شيء
ما. Gnosis هذا الجزء يأتي من الكلمة اليونانية
(gnosis) ، والتي تعني
"المعرفة" أو "الفهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق