الفهرسة المقروءة آليا Marc - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الأحد، 30 أكتوبر 2016

الفهرسة المقروءة آليا Marc

الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية

مراجعة سريعة للنتاج الفكري العربي الذي يتخذ من [Marc]  موضوعاً له، سوف نكتشف حقيقية صادمة، وهي: ان كل هذه الكتب والمقالات لا تتضمن تعريفا جامعاً مانعاً لتركيبة [Marc] . او انها في الغالب لا تضع المتلقي في ادراك حقيقي للمفهوم. ويكاد يكون هناك اجماع على تعريف [Marc]  بانه ( الفهرسة المقروءة آليا).!!! لكن هل هذا تعريف ام ترجمة لامتداد المختصر [Machine Readable Catalog].؟ هذه ببساطة ترجمة عربية لكلمات باللغة الانكليزية. وحتى نكون منصفين حتى النتاج الفكري باللغة الانكليزية لم يبتعد كثيرا عن هذا المفهوم. على هذا الاساس قد يرى البعض: بانه لاحاجة للتوسع في التعريف عندما يكون المعنى واضح في حدود النص. ولكن هل المعنى واضح هنا في حدود النص!!.؟
على الصعيد الشخصي لم اجد مفهوم اكثر غموضاً من (الفهرسة المقروءة آليا)!!!. مع هذا لنسلم بالحجة، ان المعنى واضح في حدود النص، اذن لماذا هذا الكلام لم ينطبق على التقنين الدولي للوصف الببليوغرافي! [ISBD] International Standard Bibliographic Description. وقواعد الفهرسة الانكلو-امريكية،[AACR]   Anglo-American Cataloguing Rules. ونظام تصنيف ديوي [DDC] Dewy Decimal Classification. واشياء اخرى كثيره اشبعناها تعريفاً وتفسيراً وايضاحا،ً مع انها ينطبق عليها القول ان المعنى واضح حدود النص. انا اعتقد ان معظم من تصدى لموضوع [Marc] ، لم يتعرف عليه في مجاله التطبيقي. بل تعرف عليه في مجاله النظري، وشتان ما بين الاثنين. ففي مقاربة بسيطة مع نظام تصنيف ديوي العشري، نجد ان معظم الطلبة قادرين على ان يقدموا تعريفاً يمكن أن يتطابق الى حد كبير ليس مع المفهوم الفلسفي لنظام تصنيف ديوي، وانما مع نظام تصنيف ديوي في ميدان تطبيقه العملي. بالتالي نحتاج نحن ايضا ان نفهم [Marc]  في مجاله التطبيقي حتى يتسنى لنا تعريفه وتفسيره بعيدا عن حدود الترجمة. ما نحتاجه الآن هو ان نبين ما المقصود بعبارة (الفهرسة المقروءة آلياً)، ومنها يمكن اشتقاق تعريف مناسب.
بداية سوف نقدم تعريف افتراضي ليس للمختصر [Marc] وانما للفهرسة المقروءة آلياً، في حدود فهمنا لها، ثم نحاول ان نعطي هذا التعريف قبول موضوعي من خلال مراجعة تاريخية لمراحل تطور [Marc] .
        (الفهرسة المقروءة آلياً) هي عبارة عن قواعد الفهرسة الانكلو-امريكية، التي تم اعادة صياغتها وترميزها باستخدام الارقام والحروف والرموز، ومن ثم برمجتها على شكل توجيهات والارشادات، تمكن الحواسيب من فهمها وتفسيرها بالطريقة التي تسمح ببناء تسجيلات ببيلوغرافية، متاحة للبحث والطباعة ضمن نظام محوسب، يوفر امكانية تبادل و تراسل البيانات بين مختلف انواع النظم، فضلا عن امكانية اعادة انتاج مخرجات طباعية عن هذه التسجيلات على شكل بطاقات فهرس، او قوائم ببليوغرافية، تتوافق مع متطلبات ومعايير قواعد الفهرسة الانكلو-امريكية، والتقنين الدولي للوصف الببليوغرافي.
السؤال الاهم هنا ما هو الدليل على ان [Marc] هو قواعد الفهرسة الانكلو-امريكية ذاتها.؟ حتى نجيب على هذا السؤال علينا القيام باستعراض عناصر التسجيلة الببليوغرافية لـ [Marc]. في ادناه، وسوف تجد نفسك وكانك تراجع تقسيمات [AACR]   باختلافات بسيطة جداً.وهي ما قلنا عنها اعادة صياغة، علما اننا كلما تتعمقنا اكثر في التفاصيل سوف نجد انفسنا نقترب اكثر من [AACR]  .
مكونات تسجيلة مارك الببليوغرافية :

0XX

Control information, numbers, codes

1XX

Main entry

2XX

Titles, edition, imprint (in general, the title, statement of responsibility, edition, and publication information )

3XX

Physical description, etc.

4XX

Series statements (as shown in the book)

5XX

Notes

6XX

Subject added entries

7XX

Added entries other than subject or series

8XX

Series added entries (other authoritative forms)
السؤال الثاني ماذا نقصد باعادة صياغتها وترميزها.؟ هنا نحتاج الى وقفة، للقول ان [AACR] اعدت خصيصاً في مستوى ادراك المفهرسين، وكتبت قواعدها للتوافق مع الفهم والتحليل البشري بالتالي يمكن للمفهرس، ان يصف اي مصدر بالرجوع الى تلك القواعد، فضلا عن امكانية فهم عناصر البطاقة عند الربط مع القواعد. على سبيل المثال تعالج [AACR] كل احتمالات كتابة اسم المؤلف الشخص مدخلا رئيسياً للبطاقة. وهذه الاحتمالات كلها تكون مدركة من قبل المفهرس اذ ان اسم المؤلف قد يختلف في حالات معينة . اذ قد يدخل اسم المؤلف تحت الاسم الاول، او تحت اسم العائلة، او اللقب...الخ. بالتالي من السهولة على المفهرس ان يميز ان اسم ( طلال ناظم الزهيري) الاول هو طلال ، والثاني هو ناظم ، واللقب هو الزهيري. فاذا كانت القاعدة تقول يكون المدخل الرئيس للكتاب باسم المؤلف الشخص تحت اللقب. اذن يمكن ان يفسر المفهرس هذه القاعدة ليقوم بصياغة المدخل كالاتي (الزهيري، طلال ناظم). وكما نعلم ان هناك قواعد واحتمالات اخرى لا مجال للتوسع في ذكرها الآن. ما نريد ان نقوله، اذا كان من السهل على المفهرس ان يميز القواعد والنصوص بسهولة، هل الحاسوب قادر على ذلك...؟. لناخذ المثال الاتي : كتاب عنوانه (محمد مهدي الجواهري) و كتاب اخر كاتبه (محمد مهدي الجواهري). هل تعتقد ان المفهرس سوف يجد صعوبة في التميز بين ايهما عنوان او ايهما كاتب، بالطبع لا. لكن هل الحاسوب يمكنه ان يميز بينهما بهذه الصيغة، بالطبع لا ايضا. هنا جاء دور الترميز. في [Marc] اذ تم ترميز القاعدة الخاصة بالمدخل الرئيس باسم المؤلف بالرقم (100). واعطي العنوان الرئيس الرقم (240). بالتالي كل نص يرتبط بالرقم (100) هو مدخل رئيس باسم المؤلف. وكل نص يرتبط بالرقم (240) هو عنوان العمل الرئيس. وهذا ينطبق على قواعد الفهرسة الوصفية الاخرى. هنا نقول هل جئنا بشي جديد خارج حدود قواعد الفهرسة التي تعودنا عليها، بالتاكيد لا القاعده ذاتها، لكن الذي تغير هو وجود رقم يميز كل حقل من الحقول. عودة للمثال نجد ان هذا الرقم يمثل حاله عامه. ماذا عن الاحتمالات الاخرى. مثلا الحالات التي يرد فيها اسم الشخص في المدخل الرئيس. منها ما يدخل بالاسم الاول، ومنها ما يدخل تحت اسم العائلة ومنها ما يدخل تحت اللقب. الحل في تركيبة [Marc] تم من خلال المؤشرات او الدليل [Indicators]. و برمز الحقل الثانوي. [Subfield Codes]، المؤشرات على نوعين مؤشر اول ومؤشر ثاني الذي قد لايستخدم دائما. اما الحقول الفرعية هو ما يتفرع عن اسم المؤلف من احتمالات ويرمز لها بعلامة [$] مع احد الحروف الهجائية باللغة الانكليزية.  المهم الان وفي حدود حقل المؤلف نجد ثلاث مؤشرات ياخذ كل منها رقم منفرد (0 -1-2):
0 - الاسم الاول : 1- اللقب: 2- اسم العائلة. كيف نكتب اسم محمد مهدي الجواهري حسب القواعد وحسب [Marc]  :
[AACR2]
[MARC21]
الجواهري، محمد مهدي
100 1#$aالجواهري,محمد مهدي

نلاحظ حسب صيغة [Marc] تم استخدام اسم الشخصية بوصفها المدخل الرئيسي في التسجيلات الببليوجرافية. ثم تم تعيين المدخل الرئيسي وفقا لمختلف قواعد الفهرسة، والذي عادة يكون الشخص المسؤول في المقام الأول عن العمل. وعليه نلاحظ الاختلاف بين كل من
[AACR2] و [MARC21] هو في وجود [100 1#$a] فقط. وهذا هو جواب السؤال الثاني الذي تسائلنا فيه عن معنى الترميز واعادة الصياغة. نؤكد مرة ثانية على ان هذه الرموز هي التي تعطي دلالة للنص بالنسبة للحاسبة. ولها أهمية ودور كبير في تحقيق الاتي :
·        يسهل عملية انتاج فهرس بطاقي من فهرس آلي.
·        يسهل عملية الفهرسة التعاونية.
·        يسهل عملية تراسل وتبادل البيانات بين الفهارس الآلية للمكتبات.
·        يسهل انتاج قوائم ببليوغرافية بمداخل مختلفة.
حتى الان قد نكون قد قدماً ادلة موضوعية تثبت ما ذهبنا اليه في ان [Marc] صيغة اخرى من [AACR] متوافقة مع الآلة. وهنا نحاول ان نثير جدلاً من نوع اخر، وهو هل جاء [Marc]  ليكمل القواعد . انا اعتقد ان [Marc] هو طبعة جديدة من قواعد الفهرسة الانكلو-امريكية متوافقة مع متطلبات الفهرسة الآلية.
وفي مقال سابق تكلمنا عن قواعد الفهرسةالانكلو-امريكية و التقنين الدولي للوصف الببليوغرافي. وبينا ان الرغبة في التعاون وتفعيل برامج الفهرسة التعاونية بكل جوانبها، كانت هي الدوافع الحقيقية للمكتبات على اختلاف انواعها لوجود مثل هذه المعايير في مجال الفهرسة الوصفية والموضوعية.
الان الى اي مدى يسهم [Marc] في هذا الجانب. نعتقد ان [Marc] فتح آفاق ارحب في مجال الفهرسة التعاونية او الفهرسة اثناء النشر واشياء اخرى كثيرة. وكما كان للتوحيد في مجال العمل التقليدي، من دور بارز في مجال التعاون والمشاركة كذلك ان التوحيد على اساس تطبيق تركيبة [Marc] في مجال نظم الفهارس الالية له الدور نفسه. ولعل مشروع [OCLC] مركز المكتبة المحوسبة عبر الإنترنت (OCLC)  والتي تعد منظمة غير ربحية تعاونية "مخصص للأغراض العامة في تعزيز الوصول إلى المعلومات في العالم، وخفض تكاليف الحصول على المعلومات، وتعمل المكتبات الأعضاء فيها على التعاون في مجال إنتاج وتحديث ومشاركة بيانات الفهرس العالمي [World cat]، الذي يعد اكبر فهرس آلي متاح للجمهور بالاتصال المباشر . علما ان من ابرز عوامل نجاح هذا المشروع هو التزام المكتبات الاعضاء في تطبيق تركيبة [Marc] في فهارسها الالية. واليوم يعد الارتكاز على تركيبة [Marc] في ادخال البيانات مطلب اساسي للمفاضلة بين مختلف انواع النظم الالية لادارة المكتبات. حتى يتحقق التعاون بين المكتبات محليا ودوليا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق