الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ نظم استرجاع المعلومات
فيروس كورونا |
استخدمات الدراسة
[Google Trends] لتحليل المعطيات و الوصول الى نتائج عمليات
البحث الخاصة بعبارة المختارة، خاصة ونحن نواجه اليوم حالة تعيد الى الاذهان، تلك القصص التاريخية المروعة، عن
تفشي الأمراض الوبائية مثل الكوليرا و الطاعون والجدري، قبل ان يُوقف التقدم
العلمي في المجال الطبي هذه الأمراض من خلال اكتشاف اللقاحات و التطعيم بها.
ونستذكر اليوم بقلق بالغ، كم حصدت تلك الأمراض
من ارواح دون تميز على اساس العرق او اللون او الوضع المادي والاجتماعي للبشر.
كورونا اليوم، اخطر بكثير من تلك الأمراض، ليس على مستوى الفتك و سرعة الانتشار،
وانما لاعتبارات ان دول العالم اليوم لم تعد منعزلة عن بعضها البعض كما كانت في
الماضي لعوامل صعوبة التنقل والترحال. فالعالم اليوم هو بحق (قرية صغيرة)، ليس على
مستوى الاتصالات فقط، وانما على مستوى المواصلات ايضا. واذا ما اخذنا بنظر
الاعتبار، تشابك العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول ندرك عندها ان الانتشار
السريع لفيروس كورونا هو احد اهم الاثار السلبية الجانبية لمستوى التقدم
التكنولوجي للعالم. ان قدرة البشر اليوم
على الاطلاع الفوري و المباشر على اخر تطورات انتشار الفيروس كان لها تاثير سلبي
ايضا على انهيار الاسواق والبورصات العالمية وتراجع النمو الاقتصادي لجميع دول
العالم تقريبا. فضلا عن تاثيره المباشر على البرامج التعليمية و التربوية في مختلف
دول العالم وبدرجات متفاوته نسبيا حسب مستوى الانتشار هنا او هناك. بالتالي اصبح
موضوع فيروس كورونا ظاهرة تستحق الوقوف عنها ودراساتها ليس من منظور طبي فقط وانما
من منظور اقتصادي واجتماعي فضلا عن منظورنا نحن المتخصصين في مجال المعلومات.
بالنظر لخطورة هذا الفيروس، لجأ عدد هائل من
مستخدمي الانترنت الى محركات البحث لتقصي الحقائق حوله والوقوف على كل ماله علاقة
به. فضلا عن محاولة جمع اكبر معلومات عنه لتمكنهم من الوقاية منه، ان مصطلح كورونا
خلال الاشهر الثلاث الاولى سجل اعلى مؤشر في مصطلحات البحث الشائعة في الانترنت
على اختلافات اللغات العالمية. من هنا ندرك حقيقية جوهرية مفادها: ان الانترنت
ومحركات بحثها، تحولت من ادوات بحث تقليدية يمكن من خلالها الوصول الى المعلومات،
الى مرجعاً تقنياً نلجأ اليها في كل وقت للحصول على جواب لاي استفسار، محركات
البحث اليوم، هي الطبيب الاستشاري للمريض، و ومصدر المعلومات عن بورصة الاسواق
المالية للتجار والسماسرة، و اجندة مواعيد الانشطة الرياضية للهواة والرياضيين و
المرجع الديني في الامور الفقهية والشرعية و المستشار القانوني و المنبر الاعلامي
وغير هذا الكثير. وامام حجم الاستفسارات الهائل التي تطرح يوميا من خلال محركات
البحث، كان لا بد من وجود ادوات يمكن من خلالها قياس وتبويب نوع هذه الاستفسارات
وتصنيفها موضوعيا. حتى وان علمنا ان الغاية في البدأ كانت تجارية، الهدف منها
تحقيق انتشار اوسع للمنتجين من خلال استهداف جمهور المستخدمين بالانشطة التسويقية
والاعلانات الموجهة وفقا لطبيعة الاستفسارات التي يطرحها المستخدم. على سبيل
المثال تتمكن بعض ادوات الاعلان من تحليل الاسئلة اليومية للمستخدم للتعرف على
طبيعة اهتماماته الموضوعية ومتابعاته، فاذا كان مجمل التفاعلات والاستفسارات التي
ينفذها على محركات البحث وشبكات التواصل الاجتماعية تخص الانشطة الرياضية مثلا،
عندها يتم توجيه الاعلانات الخاصة بالتجهيزات والمعدات الرياضية لتظهر في صفحاته
على شبكات التواصل الاجتماعي وبما يتوافق مع اهتماماته. نخلص الى القول ان انشطة
التفاعل اليومي للافراد المعبر عنها باستفسارات البحثية تتم تحت رقابة محركات
البحث، وبغض النظر عن اهداف وغايات هذه الرقابة تكتسب عبارات البحث الرائجة او
عبارة البحث الاكثر شيوعاً والتي يعبر عنها بلغة الانترنت [Trending] اهمية خاصة لانها ببساطة هي مرأة تعكس طبيعة
واهتمام البشر، وعليه يمكن توظيفها لاغراض تجارية وتسويقية وحتى سياسية و دينية.
ولهذه الاهمية لا تخلو نشرات الاخبار لكبريات المحطات التلفزيونية العالمية اليوم
عن فقرة المؤشرات ( الترند اليومي) خاصة تلك التي يتم التعبير عنها بالوسوم
المتصلة (الهاشتاك) من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
ملاحظة ما تقدم جزء من دراسة منشورة في مجلة اريد الدولية لقياسات المعلومات 2020
أحسنت دكتور دائما مواكب يارب مزيد من التوفيق إن شاء الله
ردحذفشكرا احمد
حذفدائما موضوعات معاليك متميزة وفريدة بالتوفيق دائما
ردحذفشكرا لاهتمامك
حذفسلام عليكم استاذ ربي يوفق على نشر كل ماهو جديد ومستحدث في العالم ,ربي يرفع عنا البلاء وابتلاء ان شاء الله
ردحذفأمين رب العالمين
حذفدائما موضوعات مواكبة وجديدة ،وفقك الله دكتور🙏
ردحذف