الهواتف الذكية مقابل الحواسيب الشخصية - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الأربعاء، 11 أبريل 2018

الهواتف الذكية مقابل الحواسيب الشخصية



الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ نظم استرجاع المعلومات/الجامعة المستنصرية

قد يبدوا من المنطقي اليوم أن نسأل انفسنا كمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هل أسهمت الهواتف الذكية في تطوير مهارات وقابليات جيل الشباب في التعامل بحرفية مع اجهزة الحواسيب وتطبيقاتها المختلفة.؟

 ام كان لها تاثير سلبي في هذا المجال.؟ الواقع ومن خلال تجربتي الشخصية لاعوام كثيرة في التدريس لمواد لها علاقة مباشرة بالحاسوب والانترنت مثل برمجيات المصدر المفتوح، ونظم ادارة المحتوى...الخ. كنت غالبا ما اعيد طرح سؤال على طلبتي وهو: (من منكم يملك جهاز حاسوب في البيت سواء كان له شخصيا ام للعائلة.؟) كانت الأيادي التي ترتفع بالإيجاب تزداد عام بعد اخر، وكان هذا بالنسبة لي مؤشر جيد على زيادة الوعي المعلوماتي في المجتمع العراقي. لكن وخلال الاربع سنوات الاخيرة، بدأ عدد المهتمين من الطلاب في اقتناء جهاز حاسوب شخصي سواء كان مكتبي ام لاب توب يقل تدريجياً. وعندما كنت اسأل لماذا .؟ كان الجواب موحداً، ما حاجتنا للحاسوب وكل ما نحتاجه موجود على هواتفنا الذكية.!. نعم الهواتف الذكية! التي قد يجدها البعض نعمة بما تقدمه من تطبيقات مهمة ليس على مستوى الاتصال فقط، وانما تطبيقات تشمل مختلف أنواع شبكات التواصل الاجتماعي التي تنوعت وتعددت في الاهداف والاشكال والغايات. ومعها قل الاهتمام بالحاسوب. علما ان كل ما يقدمه الهاتف الذكي كان من الممكن ان يقدمه الحاسوب، لكن فكرة ان يكون الهاتف في جيبك اين ما تذهب تجد لها صدى واقبال اكبر، من فكرة عناء حمل جهاز الحاسوب حتى وان صغر حجمه. وهنا لا بد من أن نوجه جيل الشباب الى أهمية العودة الى أجهزة الحواسيب، والحرص على العمل عليها، على الاقل عندما نكون في البيت، لانها تبقينا في اطلاع مستمر على اهم التطبيقات والبرمجيات التي قد نحتاجها سواء في حياتنا المهنية مستقبلا، ام في حياتنا الدراسية. فلا باس ان تتخذ من الهواتف الذكية وسيلة للتسلية وتامين الاتصال، لكن عليكم ان تدركوا جيدا انها لن تكون في يوم من الايام. احدى مهاراتك المطلوب للعمل في اي قطاع تختاره. سيبقى السؤال الابدي هو هل تجيد استخدام الحاسوب.؟ وما هي اهم التطبيقات التي تمتلك خبرة العمل عليها.؟ ولن يشفع لك جواب انا ماهر باستخدام الهواتف الذكية.  

هناك تعليق واحد: