الدكتور طلال ناظم الزهيري
استاذ نظم استرجاع المعلومات في الجامعة المستنصرية
قد لا نتمكن من وضع
مقابل عربي دقيق يتقارب مع مصطلح [Deep Fake] اذا ما التزمنا بحرفية المصطلح، مع هذا فأن
المعنى يكاد يكون حاضرا في اللغة العربية. فيمكن لنا ان نصف اضطرابات الرؤيا
لمشاهد او وقائع معينة بالقول انها اقرب ماتكون للواقع. وعليه فأن ادراك المعنى في
هذه المرحلة اهم من البحث في المصطلح المقابل له. وعليه نعتقد ان المقصود به هو تزييف الحالة لاعلى مستوى حتى تظهر وكانها حقيقية.
[Deep Fake] هو احد فروع [Deep Learning] هو مجال جديد، يتناول البحث لإيجاد نظريات
وخوارزميات تمكن الآلة من التعلم دون تدخل بشري عن طريق محاكاة آلية عمل الخلايا
العصبية الموجودة في جسم الإنسان. و هو أحد فروع علوم الذكاء الاصطناعي. و غالبا
ما تركز البحوث الأكاديمية حول [Deep Fake] على تطبيقات الحاسوب، ويمكن
التاكيد على انه حقل فرعي لعلوم الحاسوب يستند غالبًا إلى الذكاء الاصطناعي، الذي
يركز على معالجة الحاسوب للصور ومقاطع الفيديو الرقمية. و يعد برنامج [Video Rewrite] الذي نُشر في عام 1997 ، والذي يمكن من خلاله تعديل لقطات الفيديو لشخص يتحدث، لتصوير ذلك الشخص وهو
يتحدث عن الكلمات الموجودة في مسار صوتي مختلف. كان هذا أول نظام يعمل على أتمتة
هذا النوع من إنعاش الوجه بالكامل، وقد استخدم لذلك تقنيات التعلم الآلي لإجراء اتصالات
بين الأصوات التي ينتجها موضوع الفيديو وشكل وجه المتكلم. في عام 2016 ظهر برنامج Face2Face الذي استخدم في تعديل لقطات
فيديو لوجه شخص ليظهر بتعبيرات وجه شخص آخر في الوقت الفعلي. يعد هذا المشروع
كمساهمة بحثية رئيسية والطريقة الأولى لإعادة تفعيل تعبيرات الوجه في الوقت
الحقيقي باستخدام كاميرا لا تلتقط العمق، مما يجعل من الممكن تنفيذ هذه التقنية
باستخدام كاميرات الهواتف المحمولة الشائعة.
ولقد ركزت المشاريع
الأكاديمية المعاصرة على إنشاء مقاطع فيديو أكثر واقعية وعلى جعل التقنيات
المستخدمة في انتاجها أكثر بساطة وأسرع وأكثر سهولة. فعلى سبيل المثال يعدل برنامج
"Synthesizing
Obama" ، الذي نُشر في عام 2017 ، لقطات فيديو للرئيس السابق (باراك
أوباما) لتصويره يتحدث بصوت عالٍ عن الكلمات الموجودة في مسار صوتي منفصل.
ان هذا النوع من التطبيقات يمكن ان يستخدم
في احداث ثورة تقنية في عالم التزييف والفبركة خاصة وان المتلقي غالبا ما يثق
بالصوت والصورة اكثر من ثقته في اي وسيلة اخرى لنقل المعلومات، ان مخاطر هذا النوع
من التلوث هو صعوبة التميز بين ماهو وهمي وما هو واقعي. في المقابل ينظر البعض الى ان هذه التقنية يمكن
ان تسهم بشكل فاعل في تطوير وسائل التعليم الالكتروني و انتاج الافلام التعليمية
بطريقة تجعلها اقرب الى الواقع.
وهنا نود ان نشير الى ان مفهوم الواقع
الوهمي يتقارب مع مفهوم الواقع الافتراضي[Virtual Reality] الذي يستخدم فيه أنظمة وتطبيقات وأدوات قياسية، يمكن
من خلالها انشاء صور واقعية معززة بالاصوات والأحاسيس الأخرى، التي تحاكي الوجود
الفعلي للمستخدم في بيئة افتراضية. يمكن للشخص الذي يستخدم معدات الواقع الافتراضي
أن ينظر حول العالم الصناعي ويتنقل فيه ويتفاعل مع الميزات أو العناصر الافتراضية (Bates، 1992).
في المقابل هناك نوع آخر من التطبيقات
يمكن من خلاله تعزيز البيئة الواقعية بمجسمات خيالية او ما يعرف بالواقع المعزز [Augmented reality]
وهي التكنولوجيا القائمة
على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات
إضافية أو تكون بمثابة موجه له، على النقيض من الواقع الافتراضي القائم على إسقاط
الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية (FitzGerald، 2013).
اما الواقع المختلط
أو الواقع الهجين:[Mixed Reality] هو خلق واقع جديد
عن طريق دمج بيئة واقعية ببيئة افتراضية تسمح بظهور أجسام
حقيقية مع اجسام منتجة إلكترونية كما تسمح للمستخدم ان يتعامل مع كل الاجسام،
بنوعيها، بشكل طبيعي، ويمكن للواقع المختلط أن يحدث في الواقع الحقيقي كما هو في
العالم الافتراضي؛ فهو خليط من الحقيقة والافتراض
وهو بهذه الحال يعد مزيج بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز (Lazarow, 2017).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق