الدكتور طلال
ناظم الزهيري
استاذ نظم
استرجاع المعلومات
تعد المؤشرات
الاحصائية احدى اهم أدوات التقييم لمختلف المجالات العلمية والتقنية، وغالبا ما
تكتسب نتائجها الكمية موثوقية اكبر من باقي الأدوات. وتجدر الاشارة الى ان مفهوم
قياسات الشبكة [Webometrics] هو امتداد تطبيقي لمفهوم [Bibliometrics] القياسات الببليوغرافية التي تعد مقياس كمي للنتاج الفكري العالمي
المنشور في مختلف انواع مصادر المعلومات الورقية، ومن نتائجه ظهور عدد من الكشافات
ولعل اهمها مؤشر الأقتباسات العلمية [Science
Citations Index] الذي
صدر عام 1964 عن معهد المعلومات العلمية [ISI] في الولايات المتحدة الامريكية لمؤسسه [Eugene Garfield] عام 1956.
فضلا عن مؤشر الاقتباسات العلمية في
العلوم الاجتماعية [Social Science
Citations Index]. ولقد حرص غارفيلد على
مواكبة تحديث الكشافات دورياً من خلال تحليل الاستشهادات المرجعية لاكثر من (8500)
دورية. حتى اصبحت تلك الكشافات محط اهتمام المؤسسات الاكاديمية عامة و المكتبات
الجامعية خاصة، كونها تعد مؤشر دقيق يُمكن المكتبات من اختيار الدوريات الافضل للاشتراك
بها واتاحتة استخدامها للباحثين والطلبة، ومما لاشك فيه ان ظهور اي دورية في
كشافات مؤشر الاقتباسات العلمية كان بدوره يعطي الدورية قوة اكبر ويرفع من درجة
تقيمها. مع هذا حافظ غارفيلد على الحيادية والموضوعية في تحليل الاستشهادات تلك.
اما مفهوم
قياسات الويب: هو مقياس يهتم بدراسة وتحليل الجوانب الكمية لاستخدام المواقع و
مصادر المعلومات الرقمية المتاحة على الويب بالاعتماد على الأساليب الببليومترية
والاحصائية، ويمكن ابراز اهم أربع مجالات لتطبيق مقاييس الويب وكالاتي:
قياس قوة تاثير
المجلات [Journals Impact Factor] والذي يعرف على انه مؤشر لقياس اهمية المجلات العلمية المحكمة من
خلال احتساب عدد الاشارات المرجعية التي تظهر في البحوث الجديد والتي تشير الى
بحوث سبق ان نشرت في تلك المجلات.
قياس قوة تاثير
مواقع الويب [Web Impact Factor] والذي يتم من خلال احتساب عدد الروابط التي تشير الى صفحة ويب في
موقع معين والتي تظهر في مواقع الويب الاخرى.
مقياس مستوى
المؤلف [Author-level metrics] او ما يعرف بجودة
الانتاجية العلمية للباحثين المتمثلة بالبحوث
والدراسات الاكاديمية المنشورة، والتي يتم قياسها من خلال احتساب عدد الاستشهادات
المرجعية التي يحصل عليه المؤلف لمجمل البحوث والدراسات المنشورة خلال مدى زمني
محدد. ويعد مؤشر [H-INDEX] المقياس المعتمد في الكثير من قواعد البيانات العلمية فضلا عن
تطبيقه في محرك البحث جوجل للباحث العلمي.
مقياس تصانيف
الجامعات العالمية [Ranking of World
Universities] وهو
المقياس الذي يتم على اساسه اصدار تقرير سنوى برتب الجامعات العالمية مستند على
عدد من المؤشرات الكمية والنوعية. علما ان هناك اكثر من تصنيف عالمي معتمد ابرزها
تصنيف جامعة شنغهاي او ما يعرف [Academic
Ranking of World Universitie ]فضلا عن تصنانيف اخرى مثل شركة Quacquarelli symonds [QS] و مجلة التايميز للتعليم العالي [THE]Times
for Higher Education.
ومن الجدير
بالذكر ان نتائج هذه المقاييس اليوم تحظى باهتمام عالمي سواء اكان على مستوى
الحكومات ام المؤسسات ام الافراد. ومن حيث المبدأ لا يوجد اعترض على نتائجها في
نطاق اهدافها المعلنة الا في حدود ضبابية تلك الاهداف اصلا. فمن غير المنطقي ان
ترتهن المؤسسات الاكاديمية في عالمنا العربي لنتائج تلك المقاييس سواء اكانت تصب
في صالحها ام بالضد منها. ولناخذ على سبيل المثال: مقاييس قوة تاثير المجلات
العالمية اذ نجد ان معادلة احتساب معدل قوة التاثير للمجلة لا تقترب من اي مفهوم
منطقي والا كيف يمكن ان نحكم على جودة المجلة عندما يكون الاستشهاد منها واليها
فقط. لماذا علينا ان نتجاهل الاستشهادات المرجعية ببحوث المجلة التي ترد في مجلات
اخرى او في انواع اخرى من مصادر المعلومات. ان قوة تاثير المجلة الحقيقي هو ما
يجعلها مرجعا معتمد في اي نوع من انواع مصادر المعلومات. اما اوجه الابتزاز
الاكاديمي الذي نؤشره على هذا المقياس هو:
ظهور تعليمات
وتشريعات محلية تتناغم مع مخرجات مقياس قوة التاثير مثل تميز المجلات العالمية عن
المحلية بمعايير الجودة.
ضعف اهتمام
الجامعات بمجلاتها وحث باحثيها على النشر في المجلات العالمية لاسباب سوف نرد الى
ذكرها.
تراجع النشر
باللغة العربية في المجالات العلمية والتطبيقية والتوجه الى النشر باللغة
الانكليزية لمتطلبات المجلات العالمية.
اسهمت في ظهور
ما يعرف بالمجلات المفترسة ومكاتب سمسرة النشر بشكل غير مسبوق.
اما ما يخص
مقاييس مستوى الباحثين او جودة الانتاجية العلمية فهو ايضا من حيث المبدأ يعد امر
مهم ان يكون لدينا مقياس يمكن من خلال التميز بين جودة النتاج الفكري لهذا الباحث
عن ذاك. لكن في مراجعة بسيط للكشافات المعتمدة لهذا الغرض مثل: [H-INDEX] او [i10-INDEX] او [G-INDEX] سوف نلاحظ غياب المنطق
ايضا في احتساب الدرجة التي يتم على اساسها التقييم. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار
ان درجة تلك المقاييس اصبحت اليوم معتمدة للمفاضلة بين الباحثين في المؤسسات
الاكاديمية لاغراض التوظيف و الترقية و تسنم المناصب العليا فضلا عن منح الجوائز،
بالتالي نحن بحاجة الى مراجعة لهذه الكشافات والعمل على وضع كشاف منصف يوازن بين
عدد البحوث وقيمتها العلمية والموضوعية.
اما ما يخص
تصانيف ترتيب الجامعات العالمية فهي تمثل بحق كلمة ابتزاز أكاديمي بكل ما في
الكلمة من معنى، ففي الوقت الذي كان من المفترض ان تسهم هذه التصنيفات في دفع
الجامعات الى تطوير بنيتها التعليمية و تحسين ادائها ورفع كفاءتها من خلال تحسين
موقعها في الترتيب العالمي، دفعت هذه المقاييس الجامعات والمؤسسات التعليمية في
عالمنا العربي الى اتباع اساليب وطرق مختلفة البعض منها غير شرعي لتحسين الترتيب
مع الاقرار ان واقع الحال على حاله فيها اذا لم يكن قد تراجع. ان معظم مؤشرات هذه
التصنيفات قد لا تلامس واقع البنية الاساسية والتنظيمية والتعليمية في جامعاتنا.
اذ يتم التركيز على مؤشر البحث العلمي بشكل اساسي حتى وصل الامر ببعض الجامعات الى
اجبار الاساتذة للنشر في مجلات عالمية وتحمل كلفة النتشر العالية فيها من خلال
تعديل تعليمات الترقيات العلمية حتى تضمن تحسين وضعها في الترتيب في الوقت الذي
تتراجع فيه المؤسسة بكل مفاصلها. وختاما لابد ان نشير الى اهمية ان تنظر مؤسساتنا
الاكاديمية لتك المقاييس والتصانيف على انها وسيلة تساعدها على التطور وليست غاية
حتى وصل الامر الى استعداد بعض الجامعات الى دفع مبالغ مالية كبيرة للشركات
المسؤولة عن تلك المواقع فقط لتحسين ترتيبها واظهارها في مراكز متقدمة مع الاقرار
ان هذا النوع من المواقع لا يحضى باي اعتراف عالمي مع هذا نجد تباهي بعض الجامعات
في ظهورها فيه. هي دعوة الى الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الى ان تعمل بواقعية
الى تحسين وتطوير برامجها التعليمية و تحسين بنيتها الاساسية ورفع كفاءة كوادرها
التدريسية و تقييم مخرجاتها من الخرجين في سوق العمل اهم بكثير من الاهتمام
بمخرجات هذه المقاييس ولا باس ان تتمسك بها وسيلة لتحقيق غاية اكبر.
سلام عليكم يادكتور نشكرك على المعلومات القيمة
ردحذفسلام عليكم دكتور
ردحذفشكرا على المعلومات
السلام عليكم
ردحذفمشكور على المعلومات القيمة
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف