المكتبات الافتراضية - الدكتور طلال ناظم الزهيري

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

المكتبات الافتراضية


العقد الاخير من القرن العشرين شهد تقدما كبيرا  في مجال عمليات الرقمنة والاتاحة عبر الانترنت الامر الذي شجع مؤسسات المعلومات و دور النشر العالمية الى ابتكار  نوع جديد من المكتبات اطلقوا عليه مصطلح المكتبات الافتراضية Virtual Libraries والذي حتى الآن لم يحدد له تعريف جامع مانع كما هو الحال مع الانواع الاخرى من المكتبات. وعليه سوف نحاول ان نعرف بهذا النوع من المكتبات وفقا للنماذج التطبيقية المتاحة.

 

بداية ان فكرة ان تكون هناك مكتبة عالمية يتاح من خلالها النتاج الفكري العالمي الذي تقتنيه المكتبات الوطنية العالمية كانت قد انبثقت في عام 1995 بعد ان أطلقت مجموعة السبعة (G7 ) مشروع المكتبة العالمية والذي تسعى من خلاله المكتبات الوطنية لدول المجموعة اتاحة المصادر الرقمية للجميع دون مقابل وبواسطة شبكة الانترنت . لكن المشروع الاهم هو مشروع إطلاق المكتبة الرقمية العالمية في عام 2009  وكانت مشروعًا تابعًا لمكتبة الكونغرس الأمريكية ، بدعم من اليونسكو ، ومساهمات من المكتبات ودور المحفوظات والمتاحف والمؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية في جميع أنحاء العالم. سعت المكتبة الرقمية العالمية إلى الحفاظ على بعض أهم المقتنيات الثقافية في العالم ومشاركتها ، وزيادة الوصول إلى الكنوز الثقافية والوثائق التاريخية المهمة لتمكين الاكتشاف والبحث العلمي والاستخدام. ثم قام فريق في مكتبة الكونغرس بتطوير النسخة العامة عبر الإنترنت من المكتبة الرقمية العالمية بست لغات من بينها اللغة العربية، والتي تم إطلاقها في اليونسكو في أبريل 2009. وساهمت 26 مؤسسة بالمحتوى في إصدار إطلاق الموقع. وشمل شركاء الإطلاق مكتبات وطنية ومنظمات ثقافية في البرازيل والصين ومصر والمكسيك وروسيا وفرنسا والسويد وأوغندا والولايات المتحدة ومواقع أخرى في جميع أنحاء العالم. بعد الإطلاق ، واصلت المكتبة الرقمية العالمية إضافة محتوى إلى الموقع وتجنيد شركاء جدد من جميع أنحاء العالم. في أبريل 2010 ، اعتمدت المؤسسات والمنظمات المساهمة في المكتبة الرقمية العالمية ميثاق المكتبة الرقمية العالمية ، الذي أنشأ هيكلًا إداريًا دائمًا. والذي اكمتل بشكل نهائي عام 2021.اذن يمكن القول ان المكتبة الرقمية العالمية هي اول نموذج للمكتبات الافتراضية حتى وان كان مصطلح الرقمي واصفا لها. حيث ان هناك مجموعة من الاعتبارات التي تاخذها الجهات الراعية في الاعتبار ومن اهمها:

1.     المكتبات الافتراضية بشكل عام لا ترتبط بمكتبة واحدة فقط ولا تخدم جمهور محدد. فهي تجميع للمحتوى الرقمي لعدد من المكتبات و متاحة مجانا للجميع.

2.     غالبا هناك اكثر من جهة او مؤسسة تشرف على ادارة المكتبات الافتراضية ضمن ميثاق مشترك يحدد المهام و الواجبات لكل جهة.

3.     تحرص المكتبات الافتراضية على مراعاة حقوق الملكية الفكرية على المستوى العالمي و المحلي. وعليه تقتصر مجموعاتها على ما هو مملوك قانونا لجهة الاتاحة.

4.     تراعي المكتبات الافتراضية مبدأ تكافئ الفرص بين الجميع، لذا فان حق الوصول والاستخدام متاح للجميع ودون قيود.

5.     تراعي المكتبات الافتراضية التمثيل اللغوي لمصادر المعلومات باللغات العالمية الشائعة.

تعريف المكتبات الافتراضية

سبقت الاشارة الى ان تعريف جامع مانع لهذا المفهوم لا يوجد حتى الآن والسبب هو في اختلاف وجهات النظر  بين الباحثين والمتخصصين في مجال المعلومات. وعليه سوف نحاول التركيز على الجوانب المشتركة بين تلك التعاريف:

1.     انها مكتبات بدون جدران. والقصد انها لا ترتبط بموجود مادي لاي مكتبة. كما هو الحال مع المكتبات الرقمية.

2.     المكتبة الافتراضية هي مجموعة من الموارد المتاحة على واحد أو أكثر من أنظمة الكمبيوتر ، حيث يتم توفير واجهة واحدة أو نقطة دخول للمجموعات.

3.     المكتبة الافتراضية هي وسيلة لتجميع الموارد الإلكترونية (مواد النصوص الكاملة، وقواعد البيانات، والوسائط ، والكتالوجات) ،

4.     توفر المكتبة الافتراضية أيضًا خدمات مساعدة المستخدم مثل المراجع، والإعارة بين المكتبات، والمساعدة الفنية، وما إلى ذلك.

5.     المكتبة الافتراضية تتيح المحتوى الكامل للمكتبة (الرقمية) عبر الإنترنت. قد يأتي المحتوى من مزودين مختلفين ناشرين او  قواعد بيانات.

6.     هي المكتبة التي توفر موارد المكتبة (مثل الفهارس والمجلات والمواد المرجعية) أو الخدمات المرجعية عبر الإنترنت عبر الإنترنت.

7.     هي عبارة عن كيان ليس له وجودًا ماديًا ، موجود فقط على الشبكة، ومخصص بشكل أساسي للإشارة إلى وجود المستندات الإلكترونية وموقعها.

وبشكل عام نعتقد ان المكتبة الافتراضية لا تحتوي على موارد رقمية خاصة بها وانما هي عبارة عن بوابة تتيح للمستخدمين الوصول الى محتوى قواعد البيانات و المكتبات الرقمية و النصوص الكامل لدور النشر العالمية وفق مواثيق واتفاقات بينها وبين تلك الجهات.

ميزات المكتبة الافتراضية

1.   توفر وصولاً سريعًا وواسعًا إلى المعلومات المحدثة بطريقة سهلة.

2.   اسهمت في تغير نمط العمل المكتبي التقليدي من فهرسة الكتب الى الاتاحة والوصول.

3.   لا تشمل على الكتب فقط وانما تشتمل على قواعد البيانات ومواقع المجلات ودور النشر.

4.    يتم التركيز فيها بشكل أكبر على الوصول وليس على التجميع.

5.    توفير الوقت والجهد المطلوب للبحث و التصفح

6.    تضيق الفجوة رقمية بين البلدان المتقدمة و النامية في ما يخص الأتمتة وتلبية متطلبات البنية التحتية للواقع الافتراضي

7.   يمكن للمكتبة عموما تحمل تكاليف دعم خدمات المكتبة الافتراضية.

أهداف المكتبات الافتراضية

1.   ضمان التطوير المنهجي لوسائل جمع وتخزين وتنظيم المعلومات والمعرفة في شكل رقمي وتقديمها بسهولة فضلا عن امكانية الوصول إليها وبأسعار معقولة على مدار الساعة من مواقع مختلفة.

2.   توفير الوصول المستند إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى مجموعة من المنشورات المتاحة رقمياً للموارد التعليمية المتاحة في المجال العام ومن مصادر متنوعة.

3.    توفير الوصول إلى الموارد و المصادر المتنوعة لدعم برامج التعليم عن بعد.

4.   المساهمة في إيصال المعلومات بكفاءة للطلاب والباحثين و المعلمين في جميع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى.

5.   تعزيز التواصل والتعاون بين الباحثين، والمكتبات والمجتمعات التعليمية ، وطنيا وإقليميا ودوليا.

6.   تقديم فرص التعلم مدى الحياة.

فوائد المكتبات الافتراضية

1.   توفر المكتبات الافتراضية وصولاً فوريًا إلى مجموعة من الموارد غير المتاحة في المجموعات المادية.

2.   تسمح المكتبات الافتراضية بالوصول الشامل إلى المعلومات والأفكار.

3.   تعمل المكتبات التقليدية بساعات محددة ، اما المكتبات افتراضية فهي متوفرة في أي وقت وفي أي مكان يوجد فيه اتصال بالإنترنت

4.   توفر المكتبات الافتراضية فرصًا للتعلم. فهي تكمل التعلم الافتراضي في بيئة الانترنت

5.   غالبًا ما تحتوي المكتبات الافتراضية على معلومات حديثة أكثر من المعلومات في المجموعات التقليدية.

6.   مجموعات المكتبة الافتراضية غالبا جيدة التصميم يتم تنظيمها وإدارتها للزيادة إنتاجية وكفاءة المستخدم.

7.    تعمل المكتبات الافتراضية على تمكين المستخدم وتعزيز التعلم غير الرسمي.

8.   يمكن تخصيص المكتبات الافتراضية لمدارس ودرجات وموضوعات معينة. وبالتالي ، تدعم المكتبات الافتراضية مجتمعات معينة لخلق مجتمعات عالمية من المتعلمين.

هناك 3 تعليقات:

  1. بوركت جهودكم دكتور..إن هذا النوع من المكتبات هو المستقبل الذي ينبغي الالتفات والتوجه اليه لامكانيات الكبيرة التي لاتترتبط بنوع معين من مصادر المعلومات المحفوظة في مكتبة محددة الذي يصب في فائدة المستفيدين فضلا عن التوفير الكبير للنفقات التي تغطي ميزانيات عدة مكتبات متفرقة يمكن استثمارها في مكتبة افتراضية مركزية واحدة تصل خدماتها لجميع المستفيدين في اي مكان وزمان.

    ردحذف
  2. احسنت دكتور شكرا للتوضيح والشرح

    ردحذف
  3. ممكن لينك لمكتبة افتراضية

    ردحذف